الأربعاء، 13 أغسطس 2014

عدلت فأمنت فنمت فقُتلت يا عمر

نشر فى موقع مصر العربية على هذا الرابط

-----------------------------------------

اذا بالغت الشخصية العامة او الرسمية فى اجراءات التأمين فهذا دليل على خوفها وجبنها ولإنها ظالمة ولها ضحايا كثر، وبالتالى فتخاف من الجميع وتضع اجراءات أمنية معقدة،

أما اذا كانت الشخصية العامة عادلة، مؤمنة فستجدها تتخفف من اجراءات التأمين فهى لا تخاف من أحد فالعدل قد عم وساد.

هذة هى النظرية السائدة عند الكثير خصوصا من المتدنيين والإسلاميين خصوصا وأن لها أثر مشهور عن سيدنا عمر بن الخطاب خليفة خليفة رسول الله،

فلقد جاء لسيدنا عمر بن الخطاب رسول من بلد أخر لتوصيل رساله له، وظل يبحث عنه ولم يجده وكان يتوقع أن يجد خليفة المسلمين الذى ملىء العالم بفتوحاته يعيش فى قصر منيف وعنده حرس كثر وتأمين ضخم، ولكنه وجده نائم فى العراء وحيدا مثله مثل أى فرد عادى فى الدولة فقال قولته المشهورة "عدلت فأمنت فنمت يا عمر"

وظل هذا الأثر يردد كثيرا فى ذكر مناقب الإمام العادل عمر بن الخطاب وأصبح هو المقياس أو المرجع لتقييم حياة أى شخصية عامة ومشهورة أو تنفيذية فى الدولة.

ووصل الأمر أن بعض الشخصيات العامة أصبحت تأنف من اجراءات التأمين لإنها تخالف سيرة خليفة رسول الله.

*****

فلنكمل قصة سيدنا عمر حتى النهاية، لقد قُتل سيدنا عمر، تم طعنه بالسكين فى وقت الصلاة  من أبي لؤلؤة المدسوس عليه .

نعم لقد عدل سيدنا عمر كما لم يعدل حاكم من قبل، وأمن ونام ولكن هذا لم يمنع قتله.

لقد ملىء سيدنا عمر الدنيا عدلا فى فترة حكمه، هل لنا أن نتخيل لو أن خليفة رسول الله زاد من اجراءات تأمينه وقام حرسه بتفتيش المصلين داخل المسجد، حينها لكان استمر حكم الإمام العادل عدة سنوات أخري واستفادت البشرية من عدله وخيره.

*****

عند محاولة التأكد من أثر "عدلت فأمنت فنمت يا عمر" وجدت أن القصة موجودة فى بعض كتب مناقب الصحابة ولكنها بلا سند مما جعل البعض يشكك فى صحتها من الأساس ويميل إلى أنها غير صحيحة، والبعض يقول أن هذه القصص من باب الإستئناس فقط ولا ينبنى عليها حكم لإنها غير أكيدة.

قد تكون قصة من ضمن قصص كثيرة تشكل وعينا و قناعتنا هى لم تحدث.

****

مهما بلغ عدل الشخص وحكمه الرشيد لن يأمن شرور الأخرين، فدائما ما سيكون له أعداء، هذه هى سنة الحياة، الأنبياء كان لهم أعداء، وحتى اذا عدل فى كل رعيته والجميع أجمع على حبه وعدله، سيكون هناك أعداء من خارج البلد.

وكلما تقدمنا فى التكنولوجيا والزمن تزيد المخاطر وتنوعها مما يصعب اجراءات التأمين، فمن عده مئات من السنين كان الخوف من الطعن بالسكين ثم ضرب الرصاص الحي والأن هناك تأمين كيميائى وبيولوجى ....الخ

***

هل يمكن أن تفكر فى اجراءات التأمين أنها من باب اتخاذ الأسباب وأن التساهل فيها نوع من التفريط فى النفسوالحفاظ عليها من مقاصد الشريعة ؟

هناك حكام يعيشون فى الغرب يحكمون بالعدل وعندهم حرية والمواطنيين سواسية ولكن بجوار ذلك عندهم اجراءات أمنيه معقدة وحذرة جدا.

وفى بلادنا العربية ستجد قادة حماس وحزب الله عندهم منظومه تأمين أفراد محترفة ومتقنة.

ليست فهلوة أو شطارة أن تتساهل فى اجراءات التأمين بحجة قربك من الناس أو ثقة فيهم، فهؤلاء الناس هم من سيدفع الثمن عند حدوث مكروه واضطراب فى منظومة الحكم والإدارة اذا قتل شخص او حدث له مكروه بسبب تراخى اجراءات التأمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق