الأربعاء، 14 يناير 2015

يا غُلام


يا غُلام سوي شاي

يا غُلام هات ورقة

أكثر جملة سمعتها إلى الأن من وقت بداية عملي الجديد،

الشخص المنادي عليه هو  هندي قصير القامة، شعره اسود غير مهذب ويبدو علي وجه بعض علامات التقدم فى السن، يمكن أن يكون أكبرنا سنا فى المكتب،

عندما يسمع نداء "يا غُلام" يفر من كرسيه سريعا، القابع فى مكان صغير جدا "بوفيه" لا يناسب ابعاد انسان ولكن هذه طبيعة المكاتب المتنقلة فى مواقع البناء.
عند تكرار نداءه ب"غُلام" تضايقت واعتبرتها اهانه مثل نداء شخص بالعامية المصرية 
"خد يلا او واد"

عزمت على سؤاله بعد يوم او يومين عن اسمه الحقيقي، ثم أقوم بنداءه باسمه الذى كُرم به واحرج الجميع واجبرهم على نداءه باسمه،

ولكن لم يسعفنى الحظ كثيرا ففى يوم ذهب لقضاء طلب ونسى كارت التعريف به فوجدت اسمه "غُلام...."

حسنا لن استطيع ممارسة دور الشاب راعى حقوق الإنسان.

هناك معضلة أخري مع غُلام، رغم مرور عدة شهور على بقاءه هنا، إلا أنه لا يجيد اللغه العربية أو الإنجليزية..فقط الهندية،

مما يجعل التواصل معه اقرب للإستحالة، يمكن أن تقول له ان "يسوي" لك شاي، ولكن شرح المقدار المطلوب من السكر يصبح من دروب الخيال، تحتاج الى كثير من الإشارات والتجارب حتى تصل لحل وسط معه،

أحيانا عندما يتأزم الموقف يأتى غُلام بأحد الزملاء الهنود ممن يجيدوا بعض الكلمات العربية ليقوم بالترجمة له.

أريد أن ادخل معه فى حوار انساني بحكم وجودنا سويا اغلب الوقت فى مكان واحد وحتى لا تكون العلاقة علاقة اوامر وطلبات فقط، وحتي أخفف بؤسه بعض الشىء.
كيف اسأله عن بلده فى الهند وهل له أسرة وأولاد وعن حكاياته عن موطنه الأصلى ووضعه فى بلد اقامته؟

فكرة عدم القدرة على التواصل مع شخص فكرة سخيفة ومقيدة، هل استخدم التكنولوجيا واكتب له بعض الجمل عبر ترجمة جوجل،

هل يصل الجنون مداه واستغل وجودي وسط كثير من الهنود وندخل فى اتفاقية تبادل تعليم لغات مشتركة ؟ عربى مقابل الهندي

لكن اللغة الهندية لغة لا تفيد فى مجال التطور المهني او التفكير فى الهجرة الي بلاد الغرب المتطور ، هى مفتاح لعالم جديد وغريب بالنسبة لنا.


ما هذا !!! هداك الله يا غلام، رُوح سوي شاي.

الثلاثاء، 13 يناير 2015

ماذا ولماذا اكتب؟


اكتب لتستريح رأسي من التفكير، لإن البوح بما داخلك يجعلك أكثر راحة، أكثر هدوء وتشعر بسلام داخلي وحالة من الرضا.

حسنا ولكن هناك أزمة، فلا يوجد ما فى رأسى، فقط قضاء اليوم كاملا فى مكان العمل،
ولكن اذا قمت بالتنقيب بعض الشىء فى عقلى، وجدت الكثير من القلق.

قلق من الا اجد موضع قدم لى فى المجال الجديد الذى قمت بالذهاب إليه وهو مجال الإنشاءات.

تفكير فيما كنت استطيع الإستمرار على هذه الوتيرة لعشر او عشرين سنة، الذهاب لنفس المكان والقيام بنفس الشىء بلا أى تغيير او اختلاف حقيقى وأقارن ذلك بالعمل العام الملىء بما هو جديد ومختلف.

قلق من تسرب الوقت والعمر، الحياة الرتيبة تجعل العمر يتفلت منك بهدوء وبلا شعور بالألم الحقيقي.

اعرف انى املك قدرة عالية على التكيف على ما هو جديد وليس من طبعى الدخول فى بكائيات وصعبانيات.

متخوف بعض الشىء من شكل علاقتى بأولادي ومدي تأثرها بعد ابتعادى عنهم لعدة شهور وكيف سيتأقلموا مع الوضع الجديد عند مجيئهم.

قلق من أن يأتى يوم ولا أجد شىء فى رأسي، يصبح أكبر أحلامى رضا مدير أو ساعة عمل  اضافية احصل على مقابل مادي لها.


عندما يضيق الوقت فلا تجد فرصة لقراءة جريدة أو كتاب، أو تجد شخص تدخل معه فى نقاش سياسى أو حديث يتخطي الشأن الشخصي،ستكون النتيجة معروفة ومتوقعة.

الأربعاء، 13 أغسطس 2014

عدلت فأمنت فنمت فقُتلت يا عمر

نشر فى موقع مصر العربية على هذا الرابط

-----------------------------------------

اذا بالغت الشخصية العامة او الرسمية فى اجراءات التأمين فهذا دليل على خوفها وجبنها ولإنها ظالمة ولها ضحايا كثر، وبالتالى فتخاف من الجميع وتضع اجراءات أمنية معقدة،

أما اذا كانت الشخصية العامة عادلة، مؤمنة فستجدها تتخفف من اجراءات التأمين فهى لا تخاف من أحد فالعدل قد عم وساد.

هذة هى النظرية السائدة عند الكثير خصوصا من المتدنيين والإسلاميين خصوصا وأن لها أثر مشهور عن سيدنا عمر بن الخطاب خليفة خليفة رسول الله،

فلقد جاء لسيدنا عمر بن الخطاب رسول من بلد أخر لتوصيل رساله له، وظل يبحث عنه ولم يجده وكان يتوقع أن يجد خليفة المسلمين الذى ملىء العالم بفتوحاته يعيش فى قصر منيف وعنده حرس كثر وتأمين ضخم، ولكنه وجده نائم فى العراء وحيدا مثله مثل أى فرد عادى فى الدولة فقال قولته المشهورة "عدلت فأمنت فنمت يا عمر"

وظل هذا الأثر يردد كثيرا فى ذكر مناقب الإمام العادل عمر بن الخطاب وأصبح هو المقياس أو المرجع لتقييم حياة أى شخصية عامة ومشهورة أو تنفيذية فى الدولة.

ووصل الأمر أن بعض الشخصيات العامة أصبحت تأنف من اجراءات التأمين لإنها تخالف سيرة خليفة رسول الله.

*****

فلنكمل قصة سيدنا عمر حتى النهاية، لقد قُتل سيدنا عمر، تم طعنه بالسكين فى وقت الصلاة  من أبي لؤلؤة المدسوس عليه .

نعم لقد عدل سيدنا عمر كما لم يعدل حاكم من قبل، وأمن ونام ولكن هذا لم يمنع قتله.

لقد ملىء سيدنا عمر الدنيا عدلا فى فترة حكمه، هل لنا أن نتخيل لو أن خليفة رسول الله زاد من اجراءات تأمينه وقام حرسه بتفتيش المصلين داخل المسجد، حينها لكان استمر حكم الإمام العادل عدة سنوات أخري واستفادت البشرية من عدله وخيره.

*****

عند محاولة التأكد من أثر "عدلت فأمنت فنمت يا عمر" وجدت أن القصة موجودة فى بعض كتب مناقب الصحابة ولكنها بلا سند مما جعل البعض يشكك فى صحتها من الأساس ويميل إلى أنها غير صحيحة، والبعض يقول أن هذه القصص من باب الإستئناس فقط ولا ينبنى عليها حكم لإنها غير أكيدة.

قد تكون قصة من ضمن قصص كثيرة تشكل وعينا و قناعتنا هى لم تحدث.

****

مهما بلغ عدل الشخص وحكمه الرشيد لن يأمن شرور الأخرين، فدائما ما سيكون له أعداء، هذه هى سنة الحياة، الأنبياء كان لهم أعداء، وحتى اذا عدل فى كل رعيته والجميع أجمع على حبه وعدله، سيكون هناك أعداء من خارج البلد.

وكلما تقدمنا فى التكنولوجيا والزمن تزيد المخاطر وتنوعها مما يصعب اجراءات التأمين، فمن عده مئات من السنين كان الخوف من الطعن بالسكين ثم ضرب الرصاص الحي والأن هناك تأمين كيميائى وبيولوجى ....الخ

***

هل يمكن أن تفكر فى اجراءات التأمين أنها من باب اتخاذ الأسباب وأن التساهل فيها نوع من التفريط فى النفسوالحفاظ عليها من مقاصد الشريعة ؟

هناك حكام يعيشون فى الغرب يحكمون بالعدل وعندهم حرية والمواطنيين سواسية ولكن بجوار ذلك عندهم اجراءات أمنيه معقدة وحذرة جدا.

وفى بلادنا العربية ستجد قادة حماس وحزب الله عندهم منظومه تأمين أفراد محترفة ومتقنة.

ليست فهلوة أو شطارة أن تتساهل فى اجراءات التأمين بحجة قربك من الناس أو ثقة فيهم، فهؤلاء الناس هم من سيدفع الثمن عند حدوث مكروه واضطراب فى منظومة الحكم والإدارة اذا قتل شخص او حدث له مكروه بسبب تراخى اجراءات التأمين.